فصل: قال الطبري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الفخر:

في المهد قولان:
أحدهما: أنه حجر أمه.
والثاني: هو هذا الشيء المعروف الذي هو مضجع الصبي وقت الرضاع، وكيف كان المراد منه: فإنه يكلم الناس في الحالة التي يحتاج الصبي فيها إلى المهد، ولا يختلف هذا المقصود سواء كان في حجر أمه أو كان في المهد. اهـ.

.قال ابن عادل:

قوله: {فِي المهد} يجوز فيه وَجْهَان:
أظهرهما: أنه متعلق بمحذوف؛ على أنه حال من الضمير في {وَيُكَلِّمُ} أي: يكلمهم صَغِيرًا، و{كَهْلًا} على هذا نسق على هذه الحال المؤوَّلة فعلى هذا تكون خمسة أحوال.
والثاني: أنه ظرف لـ {يُكَلِّمُ} كسائر المنفصلات، و{كَهلًا} على هذا نَسَق على {وَجِيهًا} فعلى هذا يكون خَمْسَةَ أحْوَالٍ. اهـ.

.من أقوال المفسرين في قوله تعالى: {وَكَهْلًا}:

.قال ابن عادل:

و{كَهْلًا} من قولهم: اكتهلت الدوحة، إذا عَمَّها النُّوْرُ- والمرأة كهلة.
وقال الراغب: والكهل: مَنْ وَخَطَه الشَّيْبُ، واكتهل النباتُ: إذا شارف اليُبُوسَةَ مشارفةَ الكهل الشَّيْبَ.
وأنشد قولَ الأعشى- في وَصْف رَوْضَةٍ بأكمل أحوالها-: [البسيط]
يُضَاحِكُ الشَّمْسَ مِنْهَا كَوْكَبٌ شَرِقٌ ** مُؤزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ

وقد تقدم الكلام في تنقُّل أحوالِ الولدِ من لدُنْ كونهِ في البطن إلى شيخوخته، عند ذِكْر غلام.
وقال بعضهم: ما دامَ في بطن أمِّه، فهو جنين، فإذا وُلِدَ فوليد، فإذا لم يستتمّ الأسبوع فصديغٌ؛ وما دام يرضع فهو رضيع، ثم هو فَطِيمٌ- عند الفِطَام- وإذا لم يرضع؛ فجَحْوَش، فإذا دبَّ ونما: فدراج، فإذا سقطت رواضِعهُ فثَغور ومثغور، فإذا نبتت أسنانهُ بعد السقوط بمُتَّغِر- بالتاء والثاء، فإذا جاوز العشر: فمترعرع، وناشئ. فإذا رَاهَق الحُلم: فيافع، ومُراهق. فإذا احتلم فحَزَوَّر. والغلام يُطْلَق عليه في جميع أحواله بعد الولادة، فإذا اخضر شارُبه، وسال عذاره: فباقِل، فإذا صار ذا لِحْيَةٍ: ففتًى وشارخ، فإذا اكتملت لحيته؛ فمُجْتَمِع، ثم هو من الثلاثين إلى الأربعين شابّ، ومن الأربعين إلى ستين كهل، ولأهل اللغة عبارات مختلفة في ذلك، وهذا أشهرها. اهـ.

.قال القرطبي:

و{المهد} مضجع الصبيّ في رضاعه.
ومهدت الأمر هيأته ووطّأته.
وفي التنزيل {فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} [الروم: 44].
وامتهد الشيء ارتفع كما يمتهد سنام البعير.
{وَكَهْلًا} الكهل بين حال الغلومة وحال الشيخوخة.
وامرأة كهلة.
واكتهلت الروضة إذا عمها النَّوْر.
يقول: يكلم الناس في المهد آية، ويكلمهم كهلًا بالوحي والرسالة.
وقال أبو العباس: كلمهم في المهد حين برّأ أمَّه فقال: {إِنِّي عَبْدُ الله} [مريم: 30] الآية.
وأما كلامه وهو كهل فإذا أنزله الله تعالى من السماء أنزله على صورة ابن ثلاثٍ وثلاثين سنة وهو الكهل فيقول لهم: {إني عبد الله} كما قال في المهد.
فهاتان آيتان وحجتان.
قال المهدوِي: وفائدة الآية أنه أعلمهم أن عيسى عليه السلام يكلمهم في المهد ويعيش إلى أن يكلمهم كهلًا، إذ كانت العادة أن من تكلم في المهد لم يعش.
قال الزجاج: {وكهلًا} بمعنى ويكلم الناس كهلًا.
وقال الفَرّاء والأخفش: هو معطوف على {وجِيهًا}.
وقيل: المعنى ويكلم الناس صغيرًا وكهلًا.
وروى ابن جُريج عن مجاهد قال: الكهل الحليم.
قال النحاس: هذا لا يُعرف في اللغة، وإنما الكهل عند أهل اللغة من ناهز الأربعين.
وقال بعضهم: يقال له حَدَث إلى ستّ عشرة سنة.
ثم شابّ إلى اثنتين وثلاثين.
ثم يَكْتهل في ثلاثٍ وثلاثين؛ قاله الأخفش. اهـ.

.قال السمرقندي:

فإن قيل: ما معنى قوله كهلًا؟ والكلام من الكهل لا يكون عجبًا.
قيل له: المراد منه كلام الحكمة والعبرة.
ويقال: كهلًا بعد نزوله من السماء، وهو قول الكلبي. اهـ.

.قال الماوردي:

فيه قولان:
أحدها: أنه يكلمهم كهلًا بالوحي الذي يأتيه من الله تعالى.
والثاني: أنه يتكلم صغيرًا في المهد كلام الكهل في السنّ. اهـ.

.قال الفخر:

أنكرت النصارى كلام المسيح عليه السلام في المهد، واحتجوا على صحة قولهم بأن كلامه في المهد من أعجب الأمور وأغربها، ولا شك أن هذه الواقعة لو وقعت لوجب أن يكون وقوعها في حضور الجمع العظيم الذي يحصل القطع واليقين بقولهم، لأن تخصيص مثل هذا المعجز بالواحد والاثنين لا يجوز، ومتى حدثت الواقعة العجيبة جدًا عند حضور الجمع العظيم فلابد وأن تتوفر الدواعي على النقل فيصير ذلك بالغًا حد التواتر، وإخفاء ما يكون بالغًا إلى حد التواتر ممتنع، وأيضا فلو كان ذلك لكان ذلك الإخفاء هاهنا ممتنعًا لأن النصارى بالغوا في إفراط محبته إلى حيث قالوا أنه كان إلها، ومن كان كذلك يمتنع أن يسعى في إخفاء مناقبه وفضائله بل ربما يجعل الواحد ألفًا فثبت أن لو كانت هذه الواقعة موجودة لكان أولى الناس بمعرفتها النصارى، ولما أطبقوا على إنكارها علمنا أنه ما كان موجودًا ألبتة.
أجاب المتكلمون عن هذه الشبهة، وقالوا: إن كلام عيسى عليه السلام في المهد إنما كان للدلالة على براءة حال مريم عليها السلام من الفاحشة، وكان الحاضرون جمعًا قليلين، فالسامعون لذلك الكلام، كان جمعًا قليلًا، ولا يبعد في مثله التواطؤ على الإخفاء، وبتقدير: أن يذكروا ذلك إلا أن اليهود كانوا يكذبونهم في ذلك وينسبونهم إلى البهت، فهم أيضا قد سكتوا لهذه العلة فلأجل هذه الأسباب بقي الأمر مكتومًا مخفيًا إلى أن أخبر الله سبحانه وتعالى محمدًا صلى الله عليه وسلم بذلك، وأيضا فليس كل النصارى ينكرون ذلك، فإنه نقل عن جعفر بن أبي طالب: لما قرأ على النجاشي سورة مريم، قال النجاشي: لا تفاوت بين واقعة عيسى، وبين المذكور في هذا الكلام بذرة. اهـ.

.قال القرطبي:

ذكر أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا عبد الله بن إدريس عن حُصين عن هلال بن يسَاف قال: لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى وصاحب يوسف وصاحب جريج، كذا قال: وصاحب يوسف.
وهو في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لم يتكلم في المهد إلاَّ ثلاثة عيسى ابن مريم وصاحب جُريج وصاحب الجَبَّار وبيْنا صبيّ يرضع من أمّه...» وذكر الحديث بطوله.
وقد جاء من حديث صُهيب في قصة الأخدود: «أن امرأة جِيء لها لتلقى في النار على إيمانها ومعها صبيّ».
في غير كتاب مسلم: «يرضع فتقاعست أن تقع فيها فقال الغلام يا أمَّه اصبري فإنك على الحق».
وقال الضحاك: تكلم في المهد ستة: شاهد يوسف وصبيّ ماشِطة امرأة فرعون وعيسى ويحيى وصاحب جُريج وصاحب الجَبّار.
ولم يذكر الأخدود، فأسقط صاحب الأُخدود وبه يكون المتكلمون سبعة.
ولا معارضة بين هذا وبين قوله عليه السَّلام: «لم يتكلم في المهد إلاَّ ثلاثة» بالحصر فإنه أخبر بما كان في علمه مما أوحى إليه في تلك الحال، ثم بعد هذا أعلمه الله تعالى بما شاء من ذلك فأخبر به.
قلت: أما صاحب يوسف فيأتي الكلام فيه، وأما صاحب جُريج وصاحب الجَبّار وصاحب الأُخدودِ ففي صحيح مسلم.
وستأتي قصة الأخدود في سورة البروج إن شاء الله تعالى.
وأما صبيّ ماشطةِ امرأة فرعون، فذكر البيهقيّ عن ابن عباس قال قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «لما أسِري بي سِرْت في رائحة طيبة فقلت ما هذه الرائحة قالوا ماشطة ابنة فرعون وأولادها سقط مشطها من يديها فقالت: بسم الله فقالت ابنة فرعون: أبي؟ قالت: ربّي وربُّكِ وربُّ أبيك قالت أوَ لكِ ربّ غير أبي؟ قالت: نعم ربّي وربّكِ وربّ أبيك الله قال فدعاها فرعون فقال: ألكِ ربّ غيري؟ قالت: نعم ربّي وربّكَ الله قال فأمر بنُقرة من نُحاس فأحميت ثم أمر بها لتلقى فيها قالت: إن لي إليك حاجةً قال: ما هي؟ قالت: تجمع عظامي وعظامَ ولدي في موضع واحد قال: ذاك لكِ لما لكِ علينا من الحق.
فأمر بهم فألقوا واحدًا بعد واحد حتى بلغ رضيعًا فيهم فقال قَعِي يا أمّه ولا تقاعسِي فإنا على الحق»
قال وتكلم أربعة وهم صغار: هذا وشاهد يوسف وصاحب جُريج وعيسى ابن مريم. اهـ.
قوله تعالى: {وَمِنَ الصالحين}.
سؤال: فإن قيل: كون عيسى كلمة من الله تعالى، وكونه {وَجِيهًا فِي الدنيا والأخرة} وكونه من المقربين عند الله تعالى، وكونه مكلمًا للناس في المهد، وفي الكهولة كل واحد من هذه الصفات أعظم وأشرف من كونه صالحًا فلم ختم الله تعالى أوصاف عيسى بقوله: {وَمِنَ الصالحين}؟.
قلنا: أنه لا رتبة أعظم من كون المرء صالحًا لأنه لا يكون كذلك إلا ويكون في جميع الأفعال والتروك مواظبًا على النهج الأصلح، والطريق الأكمل، ومعلوم أن ذلك يتناول جميع المقامات في الدنيا والدين في أفعال القلوب، وفي أفعال الجوارح، فلما ذكر الله تعالى بعض التفاصيل أردفه بهذا الكلام الذي يدل على أرفع الدرجات. اهـ.

.قال الطبري:

وأما قوله: {ومن الصالحين}، فإنه يعني: من عِدَادهم وأوليائهم، لأنّ أهل الصلاح بعضهم من بعض في الدين والفضل. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من فوائد الألوسي:

{وَيُكَلّمُ الناس في المهد وَكَهْلًا} عطف على الحال الأولى أيضا وعطف الفعل على الاسم لتأويله به سائغ شائع وهو في القرآن كثير والظرف حال من الضمير المستكن في الفعل ولم يجعل ظرفًا لغوًا متعلقًا به مع صحته لعطف {وَكَهْلًا} عليه، والمراد يكلمهم حال كونه طفلًا وكهلًا، والمقصود التسوية بين الكلام في حال الطفولية وحال الكهولة، وإلا فالكلام في الثاني ليس مما يختص به عليه السلام وليس فيه غرابة، وعلى هذا فالمجموع حال لا كل على الاستقلال، وقيل: إن كلًا منهما حال، والثاني: تبشير ببلوغ سن الكهولة وتحديد لعمره، والمهد مقر الصبي في رضاعه وأصله مصدر سمي به وكان كلامه في المهد ساعة واحدة بما قص الله تعالى لنا، ثم لم يتكلم حتى بلغ أوان الكلام قاله ابن عباس، وقيل: كان يتكلم دائمًا وكان كلامه فيه تأسيسًا لنبوته وإرهاصًا لها على ما ذهب إليه ابن الأخشيد وعليه يكون قوله: {وَجَعَلَنِى نَبِيًّا} [مريم: 30] إخبارًا عما يؤول إليه، وقال الجبائي: أنه سبحانه أكمل عقله عليه السلام إذ ذاك وأوحى إليه بما تكلم به مقرونًا بالنبوة، وجوز أيضا أن يكون ذلك كرامة لمريم دالة على طهارتها وبراءة ساحتها مما نسبه أهل الإفك إليها، والقول: بأنه معجزة لها بعيد وإن قلنا بنبوتها وزعمت النصارى أنه عليه السلام لم يتكلم في المهد ولم ينطق ببراءة أمه صغيرًا بل أقام ثلاثين سنة واليهود تقذف أمه بيوسف النجار وهذا من أكبر فضائحهم الصادحة برد ما هم عليه من دعوى الألوهية له عليه السلام وكذا تنقله في الأطوار المختلفة المتنافية لأن من هذا شأنه بمعزل عن الألوهية، واعترضوا بأن كلامه في المهد من أعجب الأمور فلو كان لنقل ولو نقل لكان النصارى أولى الناس بمعرفته، وأجيب بأن الحاضرين إذ ذاك لم يبلغوا مبلغ التواتر، ولما نقلوا كذبوا فسكتوا، وبقي الأمر مكتومًا إلى أن نطق القرآن به، وهذا قريب على قول ابن عباس:
إنه لم يتكلم إلا ساعة من نهار وعلى القول الآخر وهو أنه بقي يتكلم يقال: إن الناس اشتغلوا بعد بنقل ما هو أعجب من ذلك من أحواله كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص والإخبار عن الغيوب والخلق من الطين كهيئة الطير حتى لم يذكر التكلم منهم إلا النزر ولا زال الأمر بقلة حتى لم يبق مخبر عن ذلك وبقي مكتومًا إلى أن أظهره القرآن.
وبعد هذا كله لك أن تقول لا نسلم إجماع النصارى على عدم تكلمه في المهد، وظاهر الأخبار، وقد تقدم بعضها يشير إلى أن بعضهم قائل بذلك، وبفرض إجماعهم نهاية ما يلزم الاستبعاد وهو بعد إخبار الصادق لا يسمن ولا يغني من جوع عند من رسخ إيمانه.
وقوي إيقانه، وكم أجمع أهل الكتابين على أشياء نطق القرآن الحق بخلافها والحق أحق بالاتباع، ولعل مرامهم من ذلك أن يطفئوا نور الله بأفواههم {ويأبى الله إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكافرون} [التوبة: 32] والكهل ما بين الشاب والشيخ، ومنه اكتهل النبت إذا طال وقوي، وقد ذكر غير واحد أن ابن آدم ما دام في الرحم فهو جنين، فإذا ولد فهو وليد؛ ثم ما دام يرضع فهو رضيع، ثم إذا قطع اللبن فهو فطيم، ثم إذا دب ونما فهو دارج، فإذا بلغ خمسة أشبار فهو خماسي، فإذا سقطت رواضعه فهو مثغور، فإذا نبتت أسنانه فهو مثغر بالتاء والثاء كما قال أبو عمرو فإذا قارب عشر سنين أو جاوزها فهو مترعرع وناشئ؛ فإذا كان يبلغ الحلم أو بلغه فهو يافع ومراهق، فإذا احتلم واجتمعت قوته فهو حزور، واسمه في جميع هذه الأحوال غلام فإذا اخضر شاربه وأخذ عذاره يسيل قيل: قد بقل وجهه، فإذا صار ذا فتاء فهو فتى وشارخ، فإذا اجتمعت لحيته وبلغ غاية شبابه فهو مجتمع، ثم ما دام بين الثلاثين والأربعين فهو شاب، ثم كهل إلى أن يستوفي الستين. ويقال لمن لاحت فيه أمارات الكبر وخطه الشيب، ثم يقال شاب، ثم شمط، ثم شاخ، ثم كبر، ثم هرم، ثم دلف، ثم خرف، ثم اهتر، ومحاظله إذا مات وهذا الترتيب إنما هو في الذكور وأما في الإناث فيقال للأنثى ما دامت صغيرة: طفلة، ثم وليدة إذا تحركت، ثم كاعب إذا كعب ثديها ثم ناهد، ثم معصر إذا أدركت، ثم عانس إذا ارتفعت عن حد الإعصار، ثم خود إذا توسطت الشباب، ثم مسلف إذا جاوزت الأربعين، ثم نصف إذا كانت بين الشباب والتعجيز، ثم شهلة كهلة إذا وجدت من الكبر وفيها بقية وجلد ثم شهربة إذا عجزت وفيها تماسك ثم حيزبون إذا صارت عالية السن ناقصة العقل، ثم قلعم ولطلط إذا انحنى قدّها وسقطت أسنانها.
وعلى ما ذكر في سن الكهولة يراد بتكليمه عليه السلام كهلًا تكليمه لهم كذلك بعد نزوله من السماء وبلوغه ذلك السن بناءًا على ما ذهب إليه سعيد بن المسيب وزيد بن أسلم وغيرهما أنه عليه السلام رفع إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وأنه سينزل إلى الأرض ويبقى حيًا فيها أربعًا وعشرين سنة. كما رواه ابن جرير بسند صحيح عن كعب الأحبار، ويؤيد هذا ما أخرجه ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال: قد كلمهم عيسى في المهد وسيكلمهم إذا قتل الدجال وهو يومئذٍ كهل {وَمِنَ الصالحين} أي ومعدودًا في عدادهم وهو معطوف على الأحوال السابقة. اهـ.